هكذا صام الأنبياء
إننا نسمع داود النبي يقول: "أذللت بالصوم نفسي" (مز 35: 13)، ويقول "أبكيت بالصوم نفسي" (مز 69: 10)، ويقول أيضاً: "ركبتاي ارتعشتا من الصوم" (مز 109: 24). كما أنه صام لما كان ابنه مريضاً، وكان يطلب نفسه من الرب. وفي صومه "بات مضطجعاً على الأرض" (2 صم 12: 16).
وقد صام دانيال النبي (دا 9: 3) فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللهِ السَّيِّدِ طَالِبًا بِالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، بِالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ. ، وصام حزقيال النبي أيضاً (حز 4: 9) «وَخُذْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ قَمْحًا وَشَعِيرًا وَفُولاً وَعَدَسًا وَدُخْنًا وَكَرْسَنَّةَ وَضَعْهَا فِي وِعَاءٍ وَاحِدٍ، وَاصْنَعْهَا لِنَفْسِكَ خُبْزًا كَعَدَدِ الأَيَّامِ الَّتِي تَتَّكِئُ فِيهَا عَلَى جَنْبِكَ. ثَلاَثَ مِئَةِ يَوْمٍ وَتِسْعِينَ يَوْمًا تأْكُلُهُ. ونسمع أن نحميا صام لما سمع أن سور أورشليم مُنهَدِم وأبوابها محروقة بالنار (نح 1: 3، 4) فَقَالُوا لِي: «إِنَّ الْبَاقِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ هُنَاكَ فِي الْبِلاَدِ، هُمْ فِي شَرّ عَظِيمٍ وَعَارٍ. وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ». فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلهِ السَّمَاءِ، . وكذلك صام عزرا الكاهن والكاتب، ونادى بصوم لجميع الشعب (عز 8: 21) وَنَادَيْتُ هُنَاكَ بِصَوْمٍ عَلَى نَهْرِ أَهْوَا لِكَيْ نَتَذَلَّلَ أَمَامَ إِلهِنَا لِنَطْلُبَ مِنْهُ طَرِيقًا مُسْتَقِيمَةً لَنَا وَلأَطْفَالِنَا وَلِكُلِّ مَالِنَا.
وقد قيل عن حنه النبية إنها كانت" لا تفارق الهيكل عابده بأصوام وطلبات "(لو 2: 37).

|
|
|