صوم الامم
ولعل أبرز مثال له صيام أهل نينوى (يون 3:5) فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وكيف أن الله قبل صومهم، وغفر لهم خطاياهم. وكذلك كرنيليوس قائد المائة (أع 10: 30) فَقَالَ كَرْنِيلِيُوسُ: «مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ كُنْتُ صَائِمًا. وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ كُنْتُ أُصَلِّي فِي بَيْتِي، وَإِذَا رَجُلٌ قَدْ وَقَفَ أَمَامِي بِلِبَاسٍ لاَمِعٍ). وكيف قبل الله صومه، وارسل إليه بطرس الرسول الذي وعظه وعمده. ويحدثنا العهد القديم عن صوم داريوس الملك أثناء تجربة دانيال النبي، وكيف " بات صائماً، ولم يؤت قدامه بسراريه" (دا 6: 18).
الصوم معروف في كل ديانة،حتى الديانات الوثنية و البدائية مما هلي أنه معروف منذ القدم قبل أن يفترق الناس.
والذي يقرأ عن البوذية و البراهمية و الكنفوشيوسية، وعن اليوجا أيضاً، يري أمثلة قوية عن الصوم، وعن قهر الجسد لكي تأخذ الروح مجالها. والصوم عندهم تدريب للجسد وللروح أيضاً. وفي حياة المهاتما غاندي الزعيم الروحي الشهير للهند، نري الصوم من أبرز الممارسات الواضحة في حياته. وكثيراً ما كان يواجه به المشاكل. وقد صام مرة حتى قال الأطباء عن دمه بدأ يتحلل..
وبالصوم اكتشف اليوجا بعض طاقات الروح..
هذه الطاقة الروحية التي كانت محتجبة وراء الاهتمام بالجسد وقد عاقها الجسد عن الظهور ولم يكتشفوها إلا بالصوم.. ويرى الهندوس أن غاية ما يصلون إليه هو حاله (النرفانا) أي انطلاق الروح من الجسد للإتحاد بالله، لا يمكن أن يدركوها إلا بالنسك الشديد والزهد والصوم . وهكذا نجد أنه حتى الروح البعيده عن عمل الروح القدس، التي هي مجرد روح تنطلق من رغبات الجسد ومن سيطرته بالتداريب، تكون روحاً قوية، تصل إلي بعض طاقاتها الطبيعية، فكم بالحري التي إلي جوار هذه القوة الطبيعية تكون مشتركة مع روح الله..؟
اكمل قراءة الكتاب بالذهاب الى الموضوع التالي " الصوم هبة "

|
|
|